21 محجرة تطوق بلدية سيدي بن يبقى وتخنق السكان منذ سنوات
يدور المال ويبقى الغبار
مشروع سكني تتجاوز مدة إنجازه العشر سنوات
1000شاحنة تعبر وسط المنطقة العمرانية يوميا
يعيش سكان بلدية سيدي بن يبقى المعروفة بالنيقرية و التابعة الى دائرة ارزيو تحت تأثير غبار المحاجر، و ضغط البطالة و أزمة السكن الخانقة في منطقة لا تتعدى كثافتها السكانية 10آلاف نسمة.
التحقنا بالنيقرية لنجوب شوارعها و تلمس ذلك الاستياء عبر كلام العديد من السكان الذين أكدوا أن أهم مشكلة يعانون منها هي تموقع 21محجرة و مصنع للآجر على بعد مسافة من منطقتهم العمرانية و التي تشتغل بها مئات الشاحنات التي تعبر داخل القرية و تعمل على رفع نسبة كبيرة من الغبار بالهواء على مدار الساعة و ملوثة الجو و الاشخاص ناهيك عن تسببها في ضجيج كبير ، و قد تحدث العديد من السكان عن المنحنى الخطير الذي بلغته الصحة العمومية بالنيقرية بإرتفاع عدد المصابين بالأمراض التنفسية و الحساسية خاصة فئة الاطفال منهم فلا يخلو بيت من إصابة فرد أو أكثر بمرض الربو.
نوافذ متوسطة عبدوني حبيب مغلقة منذ 17سنة بسبب التلوث البيئي الذي تخلفه الشاحنات
يذكر السكان ان متوسطة عبدوني حبيب لم يتمكن التلاميذ و الأساتذة من فتح نوافذها المطلة على الطريق الذي تعبر عليه اكثر من 500شاحنة يوميا بمعدل يفوق 1000شاحنة ذهابا و إيابا نحو المحاجر خوفا من تسرب كميات الغبار الهائلة منذ تاريخ افتتاحها سنة 2000 و هذا ما وقفت عليه جريدة الجمهورية لدى وصولنا إلى الموقع اذ لم تمر دقيقتان على وقوفنا بالطريق الا وقد مرت بالموقع اكثر من خمس شاحنات عبر طريق مهترئة تكسوها الحفر و المطبات و قد ارتفعت حينها كميات من الغبار .
توقف أشغال إنجاز
320سكن إجتماعي
في الوقت الذي عبر فيه العديد من سكان النيقرية عن استيائهم الشديد من تلوث الهواء و اهتراء الطريق و الضجيج بسبب العدد الهائل للمحاجر أكد البعض الآخر ان أزمة السكن التي يعانون منها و لجوئهم الى كراء منازل او الإقامة بالسكنات الفوضوية من اهم منغصات الحياة التي يعانون بسببها مؤكدين أن بلديتهم شهدت منذ سنوات انطلاق مشروع سكني سنة 2005 و آخر سنة 2013 و كمشروعين يضمان اكثر من 300وحدة سكنية من شأنها تخفيف الكثير من الضغط ،كما أفادت مصادر من المجلس الشعبي الولائي ان بلدية النيقرية شهدت منذ فترة انطلاق مشروع سكني جديد يضم حوالي 800وحدة سكنية سيجعل البلدية تستقبل السكان الجدد من انحاء الولاية فيما سيخصص لها حصة من ذات المشروع قد تصل الى 300وحدة سكنية ، و عليه يشير احد المصادر من بلدية سيدي بن يبقى أن مجمل الحصة السكنية فيما يتعلق بالمشاريع الثلاثة اثنين منهما ذات طابع اجتماعي من شأنها تخفيف ضغط كبير من أزمة السكن بالنيقرية في حين اشتكى و باستغراب جل المواطنين الذين صادفناهم بالمنطقة من توقف اشغال كل مشروع 200سكن اجتماعي الذي انطلق سنة. 2013و الذي كان من المقرر أن تنتهي الاشغال به في مدة لا تتجاوز سنة و نصف الى جانب مشروع 120سكن اجتماعي ايضا الذي انطلق سنة 2005ثم توقفت الاشغال بعد فترة و طيلة هذه المدة قد تعرضت بعض السكنات المنجزة ضمن هذا المشروع إلى التخريب دون تسليم و قد عبر بعض السكان عن غضبهم الشديد الذي أكدوا أنه يزداد في ظل الحاجة و العوز في الوقت الذي تشهد فيه الولاية تسليم العديد من المشاريع السكنية في صورة جعلت المواطن بالنيقرية يشعر بالتهميش .
60 بالمائة من السكان بمنطقة النيقرية يعانون من أمراض صدرية وتنفسية مستعصية
من جهة أكد السيد بن يحي البحري رئيس الجمعية الوطنية لحماية البيئة والتراث العربي بن مهيدي أن المحاجر من المصادر الطبيعية في الجزائر يتفاوت وجودها و عددها في عدة بلديات من بينها بلدية سيدي بن يبقي والسانية والعنصر وسيدي الشحمي والبعض منها يوجد بشكل عشوائي وغير منظم او مدروس دون مراعاة شروط حماية البيئة وصحة الفرد والمجتمع وقواعد التنمية المستدامة وقانون حماية البيئة في الجزائر حيث اصبحت المحاجر تشكل خطرا على الانسان والحيوان والنبات . و من آثارها السلبية هو انقراض المساحات الخضراء والضجيج الناتج عن العمل في المحاجر احد اسباب هجرة الحيوانات و كذا انتشار مرض الربو وضيق التنفس وتلوث الهواء والماء والتربةو التاثير السلبي على الاراضي الزراعية وشكل الارض و ايضا تشويه الأجنة في بطون امهاتهم و من الإجراءات الواجب اتباعها استثمار هذا المورد بشكل سليم ومستدام ضمن خطة مدروسة مع الحفاظ على البيئة، و حسب اخر تقرير فان 60 بالمائة من السكان بمنطقة النيقرية يعانون من أمراض صدرية وتنفسية مستعصية ، وهو ما يدفعهم للتنقل يوميا لمصلحة الإستعجالات الطبية والصدرية بمستشفى «محمد صغير نقاش» بالمحقن بأرزيو.
و عليه فلابد من اصدار قانون حسبه يمنع غزو المحاجر للتجمعات السكانية وتوعية المجتمعات المدنية في البلدية وعدم البحث عن الصخور بشكل ينعكس سلبا علي الارض والانسان والحيوان والنبات ولابد من وجود مؤسسات وطنية مختصة تعمل على تحديد المواقع و كذا العمل على وضع خطة سليمة وقوانين تسمح بإنشاء محاجر في مواقعها المناسبة ومشاركة قوية وفعالة من رؤساء الاحياء وجمعيات حماية البيئة الفعالة والجمعيات الرياضية وتعاون السلطات المحلية والامنية مع المجتمع المدني وأصحاب رؤوس الاموال والمؤسسات الصناعية وتوقيعات كل السكان المتضررين .
طريق المحاجر مصدر قلق المواطنين
و مسيروها يساهمون بمبلغ 63مليون سنتيم من أجل تهيئة الطريق
من جهته كان لرئيس بلدية سيدي بن يبقى السيد بوزرواطة نصر الدين ردا على جملة من الاستفسارات حول ما ابداه السكان من انزعاج بسبب مشكل المحاجر و تأخر تسليم السكنات مؤكدا أن طريق المحاجر مصدر قلق واطني بلدية سيدي بن يبقى كونها تعرف حركة مرور كبيرة تتجاوز 500 شاحنة يوميا تتسبب في تلوث بيئي كبير.
تم إلزام جميع المؤسسات التي تستغل هذا الطريق للمساهمة في تهيئته و إعادة الإعتبار له، خيث قامت البلدية بجميع الإجراءات الإدارية اللازمة من إختيار المؤسسة التي ستتكفل بإنجاز المشروع بمبلغ قدره 63 مليون دج و على مسافة 2.2 كلم. أما بالنسبة لمشاريع السكن الإجتماعي وحسب المير ينتظر سكان بلدية سيدي بن يبقى بفارغ الصبر الشروع في دراسة ملفات السكن الإجتماعي و معرفة قائمة المستفيدين خاصة إذا علمنا أن آخر عملية توزيع سكنات كانت سنة 2002 ، إلا أن الوتيرة البطيئة التي يسير بها مشروع 200 سكن إجتماعي خلقت نوعا من التذمر لدى السكان، حيث من خلال إستقبال للمواطنين بصفة دورية يبقى توزيع السكن و لو عن طريق قرارات إستفادة مسبقة مطلب سكان سيدي بن يبقى.
في حين يظل مشروع 120 سكن اجتماعي متوقف إلى إشعار آخر و حالته تزيد سوء يوما بعد يوم رغم تطمينات السيد مدير «أوبيجيي» الذي أكد لنا أن الغلاف المالي المخصص لإتمام الأشغآل متوفر و سيتم تنصيب المؤسسة في الأيام القليلة القادمة.
ليست هناك تعليقات: