ترميم 14 بناية تاريخية وهدم 42 أخرى مهددة بالانهيار

قررت مصالح ولاية وهران، في إطار برنامج خاص مس حي سيدي الهواري، هدم 42 بناية قديمة مهددة بالانهيار بعد أن تم إخلاؤها وترحيل سكانها، فيما لاتزال حوالي 500 عائلة تنتظر هي الأخرى إعادة إسكانها. 
وحسب مصالح الولاية، فإن اللجنة التي تم تنصيبها مند عدة أشهر بأمر من الوالي عبد الغني زعلان، قامت بخرجات ميدانية إلى حي سيدي الهواري العتيق، حيث تم إحصاء 66 بناية قديمة مهددة بالانهيار، وإخضاعها للمعاينة التقنية من طرف مصالح المراقبة التقنية للبنايات "سي تي سي"، وممثلين عن مديرية الثقافة وممثلي جمعيات ناشطة في مجال التراث وتاريخ مدينة وهران وخبراء.
وقد تقرر بعد سلسلة خرجات ومعاينات، الإبقاء على 14 عمارة قديمة تمثل إرثا تاريخيا للمنطقة، كما تمثل شاهدا على فترات قديمة بالمنطقة؛ كحضارات إسبانية وتركية، ما يعني أنها من التراث المحلي، فيما سيتم هدم باقي العمارات التي لاتزال تشكل خطرا على حياة المواطنين بالمنطقة.
وقد تقرر على ضوء التقارير المرفوعة، عدم هدم البنايات المذكورة التي ستستفيد من عمليات ترميم شاملة ومتخصصة، للإبقاء عليها كموروث ثقافي بمنطقة سيدي الهواري الذي يُعد أقدم حي بمدينة وهران.
وحسب أرقام تحصلت عليها "المساء"، فقد تم منذ سنة 2008 إلى غاية شهر أفريل لسنة 2016، هدم وانهيار 86 بناية قديمة، بينها مبان تاريخية صارت خطرا على المواطنين بسبب انهياراتها المتواصلة، وهي المباني التي لم تتمكن السلطات من إنقاذها قبل دخولها مرحلة الخطر، في وقت تم خلال نفس الفترة، ترحيل 1333 عائلة إلى سكنات جديدة بعدة مواقع من الولاية. وتم إغلاق 88 بناية بالإسمنت المسلح لمنع دخولها، بعضها لاتزال صالحة، فيما تعاني معظمها من مشاكل الانهيار، ويبقى مصيرها الهدم.
يُذكر أن عدة عقارات كانت تضم مباني قديمة انهارت، وتحولت أرضيتها إلى مساكن جديدة بدون احترام نوعية العمران بالحي، ما شوّه منظره العام، مع تواصل نفس الظاهرة؛ حيث تعرف عدة شوارع انطلاق أشغال بناء مساكن جديدة، يتوسط بعضها مبان قديمة وتاريخية في غياب تام للمصالح المختصة لتطبيق القوانين الخاصة بحماية الحي.